انهزم الفريق السويسري في عقر داره أمام نظيره التشيكي بهدف مقابل لا شيء في المباراة الافتتاحية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2008" التي احتضنها ملعب سان - جاك أمام قرابة 40 ألف متفرج في بازل مساء السبت 7 يونيو.فاكلاف سفيركوس سجل الهدف الوحيد في الدقيقة السبعين من اللقاء الذي تميز بسيطرة المنتخب السويسري على جل أطوار المقابلة، وبإصابة مهاجم وقائد المنتخب الوطني أليكساندر فراي، أفضل مسجل أهداف سويسري على الإطلاق، ومغادرته الميدان في الدقيقة 43.
المهاجم أليكساندر فراي، الذي كان يعلق عليه الجمهور السويسري آمالا كبيرة في هذا الدوري الأوروبي بصفته أفضل مُسجل أهداف في تاريخ كرة القدم الوطنية، تلقى إصابة على إثر تصادم مع المدافع التشيكي زدينيك غريغيرا، وخرج من البساط الأخضر بكيس من الثلج على ركبته اليسرى وهو يستند على شخصين من الفريق الطبي والدموع تنهال من عينيه.
وغادر فراي الميدان لتقلي العلاج تحت تصفيق جمهور ملعب سان - جاك، قبل أن يعود متكأ على عكازين لمتابعة المباراة رفقة زملائه على مقاعد الاحتياط.
وبعد فترة الاستراحة بين الشوطين، عوض مُدرب المنتخب السويسري كوبي كون المهاجم فراي بأكان ياكين، بينما حل المدافع لودوفيك مانيان محل فراي في قيادة الفريق.
وبإصابة فراي وانهزام فريقه في أول مقابلة له في "يورو 08"، تكون مهمة سويسرا، مضيفة هذا الحدث الكروي إلى جانب النمسا، قد أصبحت صعبة لمواصلة المشوار وتجاوز الدور الأول.
ويذكر أن سويسرا توجد ضمن المجموعة "أ" التي تضم فرقا قوية، إذ تشمل إلى جانب تشيكيا (التي تحتل حاليا المرتبة 2 في المجموعة) البرتغال التي تتصدر ترتيب المجموعة بعد فوزها على تركيا مساء السبت 7 يونيو في جنيف بهدفين مقابل صفر.
وستواجه سويسرا تركيا في بازل يوم 11 يونيو، ولم يعد يُسمح لها بارتكاب أية أخطاء للتمكن من المضي قدما. بينما ستخوض تشيكيا ثاني مقابلة لها (ضد البرتغال) في نفس اليوم في جنيف.
ويشار إلى أن المنتخب التشيكي كان قد انهزم في المقابلة النهائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم في إنجلترا عام 1996 أمام ألمانيا بهدفين مقابل هدف واحد في الأشواط الإضافية. ولم يتمكن من التأهل لدورة عام 2000 (التي أقيمت في كل من هولندا وبلجيكا)، بينما أُقصي في الدور نصف النهائي لبطولة 2004 (في البرتغال) بعد انهزامه أمام اليونان. وخلال تصفيات دورة 2008، لم تدخل مرمى الفريق التشيكي سوى 5 أهداف في مجموع 12 مباراة.
بداية مُتوترةوكان الشوط الأول من المباراة بين سويسرا وتشيكيا متوترا، كما تميز باستراتيجية هجومية جدا لسويسرا والعديد من الفرص الضائعة. أما الصورة التي ستظل راسخة في ذهن الجمهور السويسري فهي بلا شك مغادرة "الكابتن" أليكساندر فراي. فهل سيودع يورو 2008 نهائيا؟ لا يمكن الإجابة حاليا على هذا السؤال.
وكان فراي قد صرح عشية انطلاق البطولة بأنه ينتظر لحظة الافتتاح بسعادة كبيرة وبفارغ الصبر، مُضيفا "لقد حان الوقت لينطلق المنتخب الوطني، وسنبين للعالم بأسره أننا على ما يُرام". لكنه لم يكن ليتوقع الأسوأ...
وسمح الشوط الثاني بالتأكد من أن المنتخب السويسري يتمتع فعلا بلياقة بدنية جيدة ومعنويات قوية، إذ أبدى نفس الحيوية والطاقة وقام بتمريرات وعمليات جميلة لكنها اصطدمت دائما بدفاع تشيكي فائق الفعالية.
شوط ثان صعبفي الدقيقة الثامنة والخمسين من المباراة، تلقى المدافع والقائد الجديد للمنتخب السويسري لودوفيك مانيان بطاقة صفراء. وعلى الرغم من مواصلة "الناتي" (هكذا يُلقبُ الفريق الوطني السويسري) هجومه على خصمه بدون خوف أو شعور بالنقص، وخلقـِه لمعظم فرص التسجيل، فإن الهدف الأول والوحيد في المباراة كان لصالح تشيكيا في الدقيقة السبعين بضربة بالقدم اليمنى لفاكلاف سفيركوس على بعد 16 مترا من مرمى الحارس السويسري دييغو بيناليو. يشار إلى أن هذه هي المشاركة الرابعة فقط لسفيركوس في صفوف الفريق التشيكي.
هدف سفيركوس (الذي عوض جان كولير بشكل مفاجئ) أنقذ منتخب الجمهورية التشيكية من أدائه الضعيف نسبيا في مقابلة يوم السبت، إذ لم يبدو بتلك الخطورة التي كان يتوقعها الجميع.
وقد أهدر "الناتي" فرصة لتعديل الكفة في الدقيقة 80 عندما أوقف الحارس التشيكي بيتر سيش، الذي يعتبر من أفضل الحراس في العالم، ضربة لترانكيلو بارنيتا. وعندما حاول زميله جوهان فونلانتن استغلال الارتباك في مربع العمليات التشيكي وتصويب هدف التعادل اصطدمت كرته بالعارضة... لتنهار آمال المُشجعين السويسريين الذين تدفقوا على مدينة بازل وملعبها سان - جاك بالأعلام البيضاء والحمراء...
وكان الفريق السويسري قد أعاد بعد تسجيل هدف سفيركوس ترتيب صفوفه: إذ عوض المهاجم فانلانتن المدافع ستيفان ليشتستاينر... لكنه تلقى أيضا بطاقة صفراء بعد لحظات من دخوله الميدان (في الدقيقة 75)، وفي الدقيقة 82، تم استبدال فالون بيرامي بإيرين ديرديوك.
ولم تسمح ركلة حرة لفائدة السويسريين في الدقيقة 91 بتعديل الكفة وإعادة الأمل لجمهور الناتي ...
"لا عدالة في كرة القدم"وفي تصريحات لسويس انفو، قال المدرب واللاعب السويسري الدولي السابق، أومبيرتو باربيريس في تحليله لمباراة الافتتاح: "لقد لعب السويسريون جيدا، بل جيدا جدا، بما أنهم خلقوا خمس فرص واضحة جدا للتسجيل. وقد كان الفرق (مقارنة مع الخصم) على مستوى الفعالية لأن التشيكيين لم يحتاجوا سوى لفرصة حقيقة واحدة لتسجيل هدف الفوز. وفي بطولة أوروبية بهذه الأهمية، تلك الفعالية هي التي تُحدث الفرق".
ويعتقد باربيريس، وهو مُستشار سويس انفو خلال بطولة "يورو 2008"، أن "سويسرا، باعتمادها في الشوط الأول على مُهاجمين، تركت وسط الميدان للتشيكيين إلى حد ما. لكن إصابة أليكساندر فراي ودخول أكان ياكين غيرت المُعطى بعض الشيء".
واستطرد باربيريس قائلا: "كان يمكننا أيضا أن نكسب لكن العدالة لا توجد في عالم كرة القدم. وأود أن أهنئ فريقي على هذا الأداء، ويمكنه أن يرفع رأسه عاليا لخوض مقابلة يوم الأربعاء القادم. فإذا كنا خسرنا مباراة اليوم، فذلك لا يعني أننا خسرنا اليورو".